جلست مع صديقي نتحدث عن برنامجنا القادم وثــبة+ ، فسألني عن محتواه؟ وما هي القيمة المضافة التي سيحصل عليها الشخص الذي سيهدي نفسه فرصة الانضمام لهذه التجربة العميقة. القضية هنا ترتبط بشكل كبير بفهم كلمة وثبة ومن ثم فهم انعكاسها العملي على تجربة الشخص في حياته.
عندما نقول وثبة، فنحن نتحدث عن انتقال الشخص من نقطة أو مكان إلى مكان بمستوى أعلى دون النظر إلى حجم الفارق بين النقطتين بقدر التركيز على حدوث هذه الوثبة أو عملية الانتقال. أيا كانت مسافة الوثبة التي يأخذها الشخص، فهي -على المستوى المادي- ستغير من اتساع رؤيته أو إدراكه للمشهد الذي يحدث أمامه. فلو تخيلت أنك تقف على الأرض وتستطيع الرؤية لمسافة تنتهي بوجود حاجز أمامك يبلغ ارتفاعه مترا واحدًا، فلا شك أنك لو ارتفعت على كرسي بمقدار متر فستتمكن من رؤية مدى أوسع وأبعد مما كنت عليه قبل ارتقائك على الكرسي، وهذا للتذكير على المستوى المادي المحسوس.
الأمر نفسه يحدث على مستوى نفسي ولكن بشكل غير مادي، فعندما تكون في ورطة ولا تستطيع التحرك أو رؤية الحل لهذه المشكلة، فهذا يعني أن بحاجة إلى اتساع أكبر في إدراكك أو استيعابك للموقف والذي سيمكنك من رؤية الحلول أو المصادر التي يمكنك أن تتلقى منها الدعم الذي تحتاجه. ولأننا نتحدث على مستوى غير مادي تمامًا، فالوثبة التي نحتاجها هنا هي وثبة على مستوى غير مادي أو ما نسميه المستوى النفسي أو مستوى الوعي والإدراك لدى الشخص.
دعونا ننظر إلى تجربة شخص يريد أن يتصدر للحديث أمام الجمهور وأن يعبر عن رأيه أو يوصل رسالته للمتلقي بكل وضوج، ولكن ! يجد هذا الشخص صعوبة بالغة في الإقدام على هذه الخطوة ولا يجد نفسه قادرا على التغلب على هذه الصعوبة. عمليا هناك أسباب كثيرة يمكن أن تمثل المعيق الحقيقي لهذا الشخص في مشكلته أو التحدي الذي يواجهه، واحد هذه المعيقات يتمثل في الخوف الذي يوجد بداخل هذا الشخص من تجارب قديمة أو مواقف مرت عليه في فترة سابقة من حياته. عندما يتعامل هذا الشخص مع مخاوفه ويختبرها ويسمح لنفسه بالتعامل معها ويسمح لها بالتحرر من مساحة وعيه فإن هناك تغيرا كبيرا جدا سيحدث في قدرته على الأقدام على خطوة التحدث أمام الجمهور. وهذه تحديدا الوثبة التي كان يحتاجها الشخص حتى يتمكن من فعل ما لم يكن قادرا على فعله قبل التعامل مع خوفه.
ولنا أن نتخيل جميع أنواع الصدمات والمشاعر والتراكمات والمعيقات والقيود النفسية التي تشكل هوية الشخص المزيفة عبر سنين وسنين من التأثر بالمحيط والمجتمع والتربية والتعليم وما إلى ذلك من العوامل التي تصنع هذه الهوية التي كما ذكرت لك أنها مزيفة. وقوف الشخص لنفسه وإقدامه على خطوة التحرر من هذه المعيقات يمثل الوثبة التي يحتاجها حتى يصبح قادرا على التعامل مع واقعه بشكل مختلف بعيدا عن كل هذه القيود والمعيقات.
في برنامج وثــبة+ ، نوفر لك البيئة والتجربة العملية التطبيقية التي تتمكن خلالها من التعرف على معيقاتك وبرمجياتك وقيودك الداخلية وتسمح لها بالظهور في مساحة وعيك، وبالتالي القدرة على التعامل معها والوعي بها والسماح لنفسك بالتحرر منها.
أعدك أنك ستخرج من هذه التجربة وأنت شخص مختلف تماما عن الشخص الذي دخل التجربة، على الأقل على مستوى الإدراك والوعي، وبقدر تطبيقك وانفتاحك على التغيير بقدر ما تتمكن من تفعيل هذا الإدراك والسماح لواقعك أن يتغير.
الآن فرصتك أن تعطي نفسك هذه الوثبة التي ستقربك بشكل أكبر من هويتك الحقيقية وذاتك الأصيلة